أخيرا قررت و بشكل نهائي أن أكتب مذكراتي الشخصية على هذه المدونة, أملا مني أن تكون بمثابة ناقوس يدق في عالم النسيان...
قبل يومين قمنا بتطهير ريان, و لا أستطيع أن أصف حرقة الدم و نسبة الغليان التي تحصل عندما ترى شخص قريب جدا منك يبكي و لا تستطيع أن تفعل له أي شيء, الموضوع ليس بيدك, لست أنت السبب في بكاء هذا الشخص, و بنفس الوقت أنت تعلم أنه من مصلحيته, عندما سلمنا الدكوتر ريان كان لا يبكي كان يسحب ما يقدر أن يسحب من أنفاسه ليستجمع قواه و يبدأ دورة جديدة من البكاء, كانت دمعتي على وشك الخروج و لكني استطعت أن أتمالك نفسي و خاصة أنني في المستشفى و لكن أقسم بالله برغم الإزعاج الذي حولي و صوت طرطقة العربات و الأسرة المتحركة و صراخ الأطفال, كان العالم بالنسبة لي في حالة توقف تام لم أكن أسمع الإ صرخات ريان و ما بيدي حيلة فمداعبته لن تغير شيء من ألمه و لن يخف أنينه و والله لم أتضايق من بكائه بل من ألمه فهو تارة يرفع كلتا قدميه للأعلى و تارة أخرى يقوم بضم قدميه و ضغطهما سوية, محاولا خفض الألم و لكن بكل تأكيد ما كان يفعله كان بدون جدوى للأسف.
كان ينام تارة و يستيقظ تارة أخرى يترنح قليلا ثم ينام لدقائق معدودة, و مر الليلة الأولى و الثانية و الحمدلله بدأ بالتحسن و اختفى اللون الأحمر الداكن من مكان العملية و لكن لم يتعافى بالكامل فهو لا يزال يبكي عندما يريد أن يتبول, و لكني أرجو من رب العالمين أن يعافيه و أن يصبح بأحسن حال ان شاء الله.